البعد الأيديولوجي لشخصية الصبار في الادب العبري وتأثيره على المجتمع الإسرائيلي
الملخص
أزمة الهوية هي نتاج لفشل الفرد في تحديد هوية معينة، التي تشير إلى عدم القدرة على اختيار المستقبل، كما تنطوي على الإحساس بالاغتراب وعدم الجدوى، وانعدام الهدف، واضطراب الشخصية، ومن ثم البحث عن هوية سلبية . ان إلى حدوث أزمة في "الهوية الصبّارية" من جراء تلك الازدواجية التي تتضمنها تلك الهوية، فالبرغم من الموقف الذى اتخذه "الصبّاريم" من "الشتات اليهودي"، ورفضه بكل ما فيه، و بأي ذكرى له، إلا أن "الصباريم" قد سلموا بهجرة اليهود من "الشتات" إلى دولتهم، بل كانوا يحتقرون اليهود الذين لم يستغلوا الفرصة لكي يهاجروا إلى فلسطين. فقد رأى جيل "الصابرا" أنه عندما لجأ إلى رفض يهود "المنفى"، فإنه بذلك قد رفض الماضي الوحيد الذى يمكن أن تستند إليه هويتهم. إذ لا يمكن إدراك الهوية دون ماض. ويُقال أن مَن صوَر "الصابرا" الأساسية المتواترة في الأدب الإسرائيلي أنه جيل يتيم لا أب له، طفل أزلي غير قادر على النضوج لأنه لا يتفاعل مع الماضي . ومع أن جيل "الصابرا" يرفض اليهود واليهودية، فإن مشروعه الصهيوني يهدف إلى إنشاء دولة يهودية لحماية اليهود، ولتحقيق الهوية اليهودية والجوهر اليهودي، وعن ذلك أن شرعية وجوده في فلسطين، والأساس الأخلاقي لطرد سكانها، يستندان على أساس يهودي ذو رؤى دينية يهودية مثل الميثاق أو أرض الميعاد. وقد أدى تزايد موجات الهجرة اليهودية الكبيرة من اليهود الناجين من أحداث النازية. وكذلك اليهود الذين هاجروا من البلدان العربية والإسلامية، إلى أن تقل القوة العددية "للصبّاريم" وبضعف تأثيرهم ونفوذهم في الثقافة التي أخذت في التبلور في إسرائيل خلال تلك الفترة . حيث قَوَضَت قيم وعادات الطوائف المختلفة المناخ الإسرائيلي الناشئ، وتم استيعابها لدرجة أنه لم يعُد بالإمكان معرفة الجذور الأولى لهذه القيم والعادات. وهنا واجهت الأسس التي وضعها المؤسسون "الصباريم" لبناء الثقافة الإسرائيلية الحديثة محنة قاسية، حيث جُرفت أحجار الأساس هذه في طوفان مكونات الثقافة الأقوى منها والتي تمتلك المواجهة الصلبة، لرسوخها في حياة مهاجري البلاد المختلفة التي قدم منها هؤلاء المهاجرون، وذلك قبل أن يتمكن "الصبَاريم" من البلورة النهائية لثقافتهم .ومن ناحيةٍ أخرى تمت إزالة مصطلح "عبرى" الذى كان متعارفاً عليه في فترة الاستيطان الصهيوني قبل الدولة للتفرقة بين اليهودي الذى يعيش في "الشتات" واليهودي الجديد "ابن البلاد"، وهو مصطلح جرى تداوله على ألسنة أبناء البلاد لوصف واقعهم ووعيهم المنفصلين.
التنزيلات
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة ميسان للدراسات الأكاديمية
هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
تخضع جميع المقالات المنشورة في مجلتنا لشروط الترخيص
إسناد المشاع الإبداعي(CC BY-NC-ND 4.0)يسمح هذا الترخيص بإعادة إنتاج المحتوى وإعادة توزيعه وإعادة استخدامه كليًا أو جزئيًا لأي غرض مجانًا ، دون أي إذن من المؤلف (المؤلفين) أو الباحث او الطالب.
الأعمال المقدمة إلى مجلة ميسان للدراسات الاكاديمية للنشر في المجلة تخضع لشروط ترخيص(CC BY-NC-ND 4.0). حيث يمكن مشاركة المحتوى المتاح وتوزيعه وتكراره بشرط عدم وجود ربح تجاري ويجب منح الرصيد المناسب للمصدر الأصلي من خلال المصادر او الاستشهادات. من الضروري ومراجعة أي مواد تستخدم من مصادر أخرى بما في ذلك الأشكال والجداول والصور لإعادة استخدامها بموجب شروط ترخيص المشاع الإبداعي (CC BY-NC-ND 4.0). وبشرط عدم وجود تعديل على المحتوى الأصلي